القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة النبي سليمان وبلقيس ملكة سبأ



 قصة النبي سليمان وبلقيس ملكة سبأ

النبي سليمان عليه السلام هو أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد منحه الله ملكًا عظيمًا وحكمة بالغة، وخصَّه بقدرات فريدة لم يمنحها لغيره من البشر. ومن أشهر القصص التي ارتبطت بسيرته، قصته مع ملكة سبأ بلقيس، والتي وردت في القرآن الكريم.

مملكة سبأ

كانت مملكة سبأ تقع في جنوب الجزيرة العربية، تحديدًا في اليمن. وقد اشتهرت هذه المملكة بحضارتها العريقة وازدهارها الاقتصادي، وكانت واحدة من أغنى الممالك في ذلك العصر. كانت بلقيس ملكة سبأ امرأة ذات حنكة وحكمة، وحكمت شعبها بعدل وازدهار.

بداية القصة: رسالة الهدهد

بدأت قصة سليمان مع بلقيس عندما لاحظ النبي سليمان غياب الهدهد من بين جنوده. وكان سليمان عليه السلام قد سخَّر الله له الجن والإنس والطير لخدمته. وعندما عاد الهدهد، أخبر سليمان بما رآه في مملكة سبأ. قال الهدهد:

“إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم. وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله.”

أثارت هذه الكلمات اهتمام النبي سليمان عليه السلام، فقرر أن يتحقق من صحة ما قاله الهدهد.

الرسالة إلى بلقيس

كتب سليمان رسالة إلى بلقيس، يدعوها وقومها إلى عبادة الله الواحد وترك عبادة الشمس. وكانت الرسالة مختصرة وواضحة:

“إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم. ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين.”

عندما وصلت الرسالة إلى بلقيس، استشارت مستشاريها وقومها. وبعد التفكير العميق، قررت إرسال هدية إلى سليمان لاختبار موقفه.

رفض الهدية

عندما وصلت الهدية إلى سليمان عليه السلام، لم يقبلها، وأوضح أن ما منحه الله من النبوة والملك أعظم بكثير مما قدموه. وهددهم بأنه سيأتيهم بجنود لا قِبَل لهم بها إذا لم يستجيبوا لدعوته.

نقل عرش بلقيس

قررت بلقيس الذهاب إلى سليمان بنفسها لمعرفة حقيقة الأمر. وقبل وصولها، أراد سليمان أن يظهر لها قدرة الله وعظمته. طلب سليمان من جنوده أن يحضروا عرش بلقيس من مملكتها قبل أن تصل إليه. فتطوع أحد الجن القويين لتنفيذ المهمة بسرعة كبيرة. ولكن شخصًا آخر لديه علم من الكتاب قال:

“أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك.”

وبالفعل، تم نقل العرش إلى قصر سليمان في لمح البصر.

اللقاء مع بلقيس

عندما وصلت بلقيس، تفاجأت برؤية عرشها في قصر سليمان. وقد أدركت أن ذلك لم يكن إلا بفضل قوة إلهية. دعاها سليمان إلى الإيمان بالله وترك عبادة الشمس. وبعد حوار عميق وإظهار سليمان لمظاهر حكمة الله وقدرته، أعلنت بلقيس إيمانها برب العالمين وقالت:

“رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين.”

الدروس والعبر

تُعد قصة سليمان وبلقيس من القصص التي تحمل العديد من الدروس والعبر. من أبرزها:

  1. الحكمة في اتخاذ القرارات: ظهرت حكمة بلقيس في تعاملها مع رسالة سليمان، حيث استشارت قومها أولاً وأرسلت هدية لاختبار نواياه.

  2. أهمية الشورى: بلقيس كانت ملكة عادلة تحترم آراء مستشاريها، مما يدل على أهمية الشورى في إدارة الأمور.

  3. قوة الإيمان والتوحيد: القصة تسلط الضوء على دعوة الأنبياء للتوحيد، وضرورة الإيمان بالله وحده وترك عبادة غيره.

  4. القدرة الإلهية: تُظهر القصة كيف أن الله يهب عباده المؤمنين قدرات خارقة كمعجزة لدعم رسالتهم.

  5. التواضع أمام الحق: رغم مكانة بلقيس كملكة عظيمة، فإنها أظهرت تواضعها وإيمانها عندما أدركت الحق.

الخاتمة

إن قصة سليمان عليه السلام مع بلقيس ملكة سبأ تُبرز جوانب عديدة من حكمة النبي سليمان، وحنكة بلقيس كقائدة. كما تؤكد على أن الإيمان بالله وحده هو السبيل للنجاة والهداية. هذه القصة ليست مجرد حكاية تاريخية، بل هي درس خالد لكل من يسعى للحق ويريد العيش بسلام وعدل.

تعليقات